تعد وفاء الضاوي، المرأة المغربية المقيمة بالديار الروسية، واحدة من المغربيات اللائي حفرن لهن إسما خاصا وأثبتن وجودهن ببلد الإقامة عبر مساهمتها القيمة في مجالي الاعلام وعالم المال والأعمال.
وبصمت وفاء، ابنة الدارالبيضاء والحاصلة على شهادة البكالوريا شعبة الآداب العصرية سنة 1992 ، على مسار وتجربة ناجحة عبر ولوجها العديد من التجارب ،توجت باستمرار بالنجاح في كل مسار اختياراتها ، وهو ما جعلها اليوم ، تتقلد مناصب متعددة.
هذا التتويج الذي ميز مسيرة وفاء الضاوي، التي اختارت بلاد القياصرة لتحصيل العلم، جعل منها اليوم أكثر النساء المغربيات تميزا من خلال شخصيتها التي صنعتها بنفسها وبوأتها احتلال مراكز مهمة في المجال الإعلامي.
ولعل ما يميز التجربة الغنية لوفاء، التي تابعت تكوينا في مجال الاعلام بروسيا وحصلت على الماجستير في سنة 2000 ثم نيلها أطروحة الدكتوراه في نفس التخصص، تقلدها مهمة مديرة لشركة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، ومديرة لمركز الإبداع والبحث العلمي ورئيسة لجمعية مساندة وتأهيل طلاب الجامعات، فضلا عن أنها تعمل على تقريب المسافات بين روسيا والمغرب في مجالات التعليم والاقتصاد والثقافة.
هذا المسار الاكاديمي والمهني الحافل، مهد الطريق لوفاء الضاوي للاشتغال بمنابر إعلامية مغربية وأخرى روسية كان أبرزها قناة روسية ناطقة باللغة العربية، ومساهماتها الكبيرة في تأسيس قناة “روسيا اليوم”.
وعملت ،ومن أول يوم من التحاقها بالقناة، مراسلة متجولة بين مدن وقرى روسيا المترامية الأطراف، ودول أخرى لتغطية أحداث مختلفة، ووافت جمهور القناة بتقارير سياسية واجتماعية واقتصادية ورياضية محضة نالت إعجاب المتتبعين .
وبفضل تجربتها في العمل الإعلامي، استطاعت وفاء الضاوي ،التي تتنقل بين روسيا و المغرب، أن تؤكد مدى كفاءة وقدرة المرأة المغربية في بلوغ المراتب والدرجات العليا في مختلف القطاعات، حيث تترأس اليوم شركة إنتاج تستفيد من خبرات الروس في مجال السينما والتلفزيون، وأخرى خدماتية بين روسيا والمغرب، الى جانب اشتغالها في مركز بالبحث العلمي وتوجيه الطلبة الراغبين في ولوج الجامعات الروسية والجامعة.
وتبوح وفاء ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ،أن حبها لوطنها الأم الذي منحها الخبرة والتجربة، حبب في نفسها الانفتاح على التجارب الناجحة الشيء الذي ساعدها في بناء جسور تحقق عبرها أهدافا رسمتها طيلة مشوارها الدراسي والعملي، وصولا الى العمل على تكريس التعاون بين المغرب وروسيا في مجالات متعددة .
وأضافت هذه السيدة، التي نالت العديد من الشواهد التقديرية والتكريمات كان أبرزها من قناة “روسيا اليوم” ومن الرئيس فلاديمير بوتين ، أنه على الرغم من اندماجها الإيجابي في المجتمع الروسي، تظل حريصة على أصالتها المغربية عبر اهتماماتها وأنشطتها اليومية ونقلها خبايا وتميز الثقافة المغربية للطلبة والمجتمع الروسي.
وتابعت أنها تحرص في كل التظاهرات الرسمية وغير الرسمية على إعطاء صورة إيجابية عن المرأة المغربية، وإبراز الغنى الثقافي للمجتمع المغربي داخل المجتمع الروسي، مؤكدة على ارتباطها القوي بوطنها المغرب وقضاياه، فضلا عن حرصها الشديد على العمل الايجابي والفعال الذي يخدم المصالح الوطنية.
وحول الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أكدت وفاء أن هذه المناسبة تشكل فرصة لاستحضار العديد من المنجزات التي حققتها المرأة وتقييم تجربتها في مختلف المجالات، لافتة الى الأدوار الطلائعية التي أضحت تلعبها المرأة في الحياة العامة.
وأضافت أن الاحتفال بالمرأة يعد مناسبة لإبراز الصورة المثالية للمرأة بصفة عامة والمغربية على وجه الخصوص ،وانخراطها بشكل فعال في التنمية السوسيو- اقتصادية ، وفي المكتسبات الكبرى المحققة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأكدت، في نفس السياق، أنه على الرغم من بعض المكاسب التي تحققت في العشرية الأخيرة بالنسبة للمرأة المغربية على كافة المستويات، فلا تزال النساء المغربيات تطمحن إلى مزيد من تحقيق النتائج الإيجابية للعنصر النسوي والاستجابة لتطلعاتهن.
المصدر : https://wp.me/p5M2ON-bL