استعانت السلطات الإسبانية في مليلية، نهاية الأسبوع الماضي، بـ “النموذج السعودي” في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتخلت عن قيمها في الدفاع عن الحريات الفردية والعلمانية، من أجل استفزاز مغاربة يفضلون حاناتها والمطاعم والملاهي لقضاء الـ “ويكاند”.
وروى مغربي في الناظور، اعتاد قضاء نهاية الأسبوع في مليلية، لـ “الصباح”، حيرة مغاربة من حملات أمنية إسبانية طالت حانات المدينة، واستهدفت المغاربة فقط، بطريقة تشبه نظام “مطاوعة” السعودية، الذين اعتادوا إجبار السعوديين والمقيمين في مدنها على الالتزام بالدين الإسلامي بحذافيره وإجبارهم على الصلاة، ولو استدعى الأمر تطبيق الحد، إذ يطالب رجال الأمن الإسبان المغاربة بجوازات سفرهم، ويستفسرون عن أسباب ارتيادهم حانات المدينة، رغم أن الدين الإسلامي ينهى عن شرب الخمر، كما يتساءلون عن السر وراء قطع مسافات طويلة للوصول إلى حانات وملاهي ومطاعم مليلية، بدل حانات المدن المغربية بأسلوب وصفه بـ “الاستفزازي والتهكمي”.
وقال المتحدث نفسه، إن أسلوب “المطاوعة الإسباني” فاجأ المغاربة كثيرا، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها للمساءلة عن أسباب ارتيادهم الحانات في مدينة يتبجح المسؤولون عنها بأنها “علمانية وتحترم الحرية الفردية”، رغم أن أغلب هؤلاء المغاربة يحملون تأشيرات المرور، و اعتادوا زيارتها لقرب المسافة بينها وبين المدن المغربية، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن من أسباب تفضيل المغاربة حانات المدينة المحتلة، خاصة بالنسبة إلى المسؤولين في المنطقة، رغبتهم في الابتعاد عن “الأضواء والشبهات”، إلا أنهم وجدوا أنفسهم في ورطة “المطاوعة”.
وكشف المتحدث ذاته أن السلطات الأمنية بالمدينة المحتلة لاحظت، في الآونة الأخيرة، ارتفاع إقبال المغاربة على زيارتها، مشيرة إلى أن أسباب ذلك مازالت مجهولة، إذ لم يعد الأمر يقتصر على سكان الناظور والمدن المجاورة، بل أصبحت وجهة سياحية لذوي الدخل المتوسط والأثرياء، الذين يقضون فترات طويلة فيها، خاصة مع نهاية كل أسبوع. وقال المصدر نفسه إن تدخلات رجال الأمن كادت أن تؤدي، في بعض اللحظات، إلى احتقان مع المغاربة، بلغ ذروته، خاصة مع إمعانهم في التفتيش وتحديد الهوية، موضحا، أن تبريرات رجال الأمن تشير إلى أنهم تلقوا تعليمات، من أجل الحد من نشاط شبكات الكوكايين والأسلحة النارية التي ترتاد الملاهي والمطاعم الفخمة، دون تقديم تبرير لاستثناء الإسبان من حملات التفتيش أو البحث عن بعض المطلوبين للعدالة في القضايا نفسها.
وكشف المصدر ذاته، أن الأمر لا يعدو “مواجهة صامتة” بين المغرب وسلطات المدينة المحتلة، خاصة بعد لجوء المغرب إلى إغلاق، أكثر من مرة، بعض المعابر، مما كبد اقتصاد المدينة المحتلة خسائر فادحة وشل حركتها التجارية، ودفعها إلى محاولة الانتقام.
المصدر : https://wp.me/p5M2ON-7B