«لقد طلبت منا السلطات الإيطالية البقاء في منازلنا وعدم الخروج إلا عند الضرورة» تقول (بشرى .م)، مغربية مقيمة بضواحي مدينة ميلانو الإيطالية، التي لم تخف تخوفها، خاصة في الأيام الثلاثة الأولى التي كثرت فيها الأخبار حول «الفيروس»، والتي شهدت حالة هلع في صفوف المغاربة، بعد تداول فيديوهات عن اختفاء مواد غذائية من الأسواق الممتازة، ما دفع البعض إلى التسابق من أجل اقتناء حاجياته لأسبوعين أو ثلاثة.
المدارس أغلقت في مجموعة من المدن لمدة أسبوع، في انتظار ما ستسفر عنه التطورات، خاصة أن الحالات في ازدياد، إذ وصلت أزيد من 300 حالة تبثت إصابتها بالفيروس، فيما توفي 11 شخصا أغلبهم من المسنين، عجزت أجسامهم عن مقاومة الفيروس.
السلطات الإيطالية خصصت رقما أخضر للمواطنين والمقيمين، وطلبت منهم الاتصال به في حال ظهور أعراض المرض، المتمثلة في ارتفاع درجة الحرارة، والسعال وكثرة العطس، كما منعتهم من التنقل إلى المستعجلات، إذ تبنت وزارة الصحة الإيطالية خطة مؤقتة، تتمثل في التنقل إلى منزل المصاب لفحصه هناك، مخافة أن ينقل العدوى لآخرين.
أئمة المساجد دخلوا بدورهم على خط الأزمة، إذ خصصت أدعية بعد كل صلاة، من أجل أن «يحفظ الله العالم من هذا الفيروس القاتل”، كما ستخصص خطب الجمعة إلى النظافة في الإسلام عموما، والاحتياطات الواجب اتخاذها للوقاية من الفيروس.
«لقد طلب منا إمام المسجد تفادي العناق خلال السلام، والابتعاد عن كل شخص تظهر عليه آثار المرض، وتفادي الأماكن التي تعرف تجمعات بشرية”، يقول أحد المغاربة المقيمين بإيطاليا، قبل أن يضيف “الأزمة دابا خايبة الواحد يشد الأرض شويا”.
بعض المغاربة خاصة من كبار السن يبدون تخوفا أكبر، فهم يعتبرون المرض ابتلاء من الله، وإذا أصابهم الفيروس أو فتك بجسدهم، فهو عقاب منه لهم، لذا فرجاؤهم أن يخرجوا سالمين من هذا المرض الفتاك، ومن بعد “إلى بغات الموت تجي مرحبا بها” فيما قرر آخرون، غير الملتزمين بعمل، وكبار السن المتقاعدين العودة إلى المغرب حتى تمر الأزمة.
العودة إلى المغرب بدورها قد تكون مكلفة، خاصة أن العائد سيضطر إلى المرور عبر أحد المطارات، التي تعرف وجودا كبيرا للمسافرين ومن جنسيات مختلفة، ما يرفع إمكانية الإصابة بالمرض، كما أن البقاء في الطائرة لثلاث ساعات قد يكون خطيرا، ويرفع إمكانية الإصابة بالعدوى.
سفارة المغرب بروما ومختلف قنصلياتها في المدن الكبرى تعبأت للحدث، من خلال تخصيص رقم هاتفي لتلقي اتصالات المهاجرين المغاربة والإجابة عن تساؤلاتهم، ومساعدتهم إذا ما استدعى الأمر ذلك.
«أغلب الاتصالات مرتبطة بالاستفسار عن إمكانية السفر إلى المغرب، وما إذا كانت الرحلات معلقة أم لا» يقول مسؤول بخلية التواصل بسفارة المغرب بروما، في اتصال مع “الصباح”، قبل أن يضيف “الرحلات غير معلقة، كما أن المغاربة هنا بخير، إذ لم تسجل أية حالة إصابة. هناك قلق وخوف نلمسه في الاتصالات الهاتفية، لكن الوضع مازال متحكما فيه”.
المصدر : https://wp.me/p5M2ON-7w