بديعة بيطار : ريادة الأعمال بتاء التأنيث

هيئة التحرير
2020-03-04T21:51:36+01:00
مغربيات المهجر
هيئة التحرير4 مارس 2020آخر تحديث : منذ 3 سنوات
بديعة بيطار : ريادة الأعمال بتاء التأنيث
بوابة مغاربة العالم

لطيفة واجتماعية للغاية، وتحظى بتقدير كل من يعرفها، إنها السيدة بديعة بيطار ، المراكشية الأصل، والنموذج للمرأة الرائدة في مجال الأعمال.

بديعة بيطار، أم لثلاثة أطفال، جعلت من عملها اليومي أداة نضال كامرأة حرة مقبلة على الحياة بعفوية وكثير من الحب، لت ثبت للجميع أن الجنس الناعم لديه من القدرات والكفاءة ما يواجه به التحديات بنجاح.

فبعد حصولها على شهادة البكالوريا في العلوم التجريبية، ودبلوم إدارة الأعمال والإدارة من مدرسة (DELME) بفرنسا، واشتغالها مساعدة في مختبر كلية العلوم السملالية بمراكش، ثم أستاذة في الأشغال التطبيقية لمادة البيولوجيا بين عامي 1984 و 2005 ، ومديرة ورشة الأزياء الراقية (1986-2006) ، غيرت السيدة بديعة بيطار مسارها عبر الدخول إلى عالم الأعمال من بابه الواسع، واقتحمت ميدانا صعبا راكمت فيه خبرة ونجاحا كبيرين .

بصيغة أخرى، فإن خصلتا الإصرار والالتزام ليستا غريبتين على السيدة بيطار التي تمكنت، ببطء ولكن بثبات، من إيجاد موطئ قدم لها في عالم الأعمال بفضل روح المبادرة الفطرية لديها، إلى جانب ما تتمتع به من كاريزما وبساطة في علاقاتها مع زملائها وأقاربها.

تخبر السيدة بديعة بيطار عالم الأعمال جيدا، نظر ا لكونها تحدت مبكرا واجبها الأسري، وانضمت إلى شقيقها لمراكمة خبرتها والمساهمة في تحويل مختبر “إركوس ماروك” إلى شركة مستحضرات تجميل معتمدة وفق ا للمعايير الأوروبية، وإطلاق علامتها التجارية في عام 2005، قبل إطلاق شركتها الخاصة المتخصصة في تعبئة منتجات التجميل.

وإدراكا منها لتفرد وأهمية قطاع الصناعة التقليدية في النسيج الاقتصادي الوطني، لم تتردد السيدة بيطار في خوض مغامرة أخرى في مجال الأعمال بنسبة 100 بالمائة، إذ أنشأت عام 2013 مقاولتها السياحية الخاصة، حيث مكنتها إدارتها الناجحة من الفوز “بجائزة مرشد الرحلة 2015”.

ولدى السيدة بديعة بيطار العديد من المؤهلات والمهارات. ففضلا عن تفوقها الملحوظ في الحياة المهنية والتجارية، فهي تتمتع بخبرة طويلة وغنية في المجال الجمعوي. ولم تتردد بيطار في تقديم أفضل ما لديها، لتكون نموذج ا للشابات الطموحات، وفاعلة نشيطة في المجتمع كما في محيطها القريب، عبر تركيز كل جهودها في تحقيق النجاح والتميز.

وهكذا، سرعان ما أثمرت هذه الجهود لتتبوأ عام 2017 رئاسة جمعية مراكش آسفي الجهوية، ثم نائب أول لرئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب مراكش – آسفي، ثم منصب نائب رئيس مكتب فيدرالية مقاولات الصناعة التقليدية.

ليس هذا كل شيء، بل انتخبت السيدة بيطار رئيسة لجمعية سيدات الأعمال، ونائبة رئيس جمعية سيدات الأعمال المكلفة بالجهات. كما شغلت منصب رئيسة مؤسسة “متحدون من أجل التنمية البشرية” ورئيسة جمعية حماية الطفل (مبادرة السجناء الأحداث بمشاركة الاتحاد العام لمقاولات المغرب في الدورات التدريبية المخصصة لتطوير الإبداع لديهم وتنمية مهاراتهم الذاتية في مجال الأشغال اليدوية)، فضلا عن رئاستها لجمعية “في خدمة الصناعة التقليدية”.

وعبرت السيدة بديعة بيطار، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سرورها وفخرها بما حققته المرأة المغربية من تقدم ملحوظ في مجال ريادة الأعمال النسائية، بفضل إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يحيط المرأة برعاية خاصة واهتمام بكل القضايا المرتبطة بها.

“فإذا حققت المرأة مكاسب كبيرة، وتمكنت من فرض نفسها في ميادين عدة ، فذلك يعود فضله لجلالة الملك محمد السادس ، الذي عمل منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين على تمهيد الطريق للمرأة المغربية لتكون فاعلة في الجهود التنموية التي تبذلها المملكة”، مشيدة بالإنجازات العظيمة التي حققها المغرب على مستوى حقوق المرأة وحريتها والتمكين لها.

وفي هذا السياق، نوهت ببرنامج دعم وتمويل المقاولات وبالمزايا التي جاء بها لفائدة النساء المقاولات على مستوى القروض البنكية والضمانات ومكافحة البطالة، و تعزيز ريادة الأعمال لدى النساء استجابة لطموحاتهن الواعدة.

ولم يفت السيدة بيطار الإشارة إلى أن جمعية سيدات الأعمال مراكش – آسفي لديها العديد من النساء المؤهلات والمنخرطات بشكل كامل، واللواتي عقدن العزم على تسخير أنفسهن، بكل تفان ونكران للذات، للمساهمة في الجهود التنموية بهذه البقعة من التراب الوطني.

وفي هذا الصدد، سلطت الضوء على روح المبادرة وإصرار المرأة القروية على تحسين ظروف عيشها والنهوض بأسرتها، مؤكدة على ضرورة تحقيق مزيد من الاستثمار في مجالي التعليم و التكوين باعتبارهما رافعة أساسية لتنمية مستدامة شاملة.

وترى السيدة بيطار أن “المرأة هي النواة الصلبة في المجتمع بأسره. ورائدة أعمال في جميع المجالات، وبالتالي فإن تعليم الفتيات هو كسب جيل كامل. بل مجتمع بأكمله” ، مشيرة إلى أن ريادة الأعمال أو فن الإدارة ليس غريبين على المرأة المغربية التي لم تتوقف قط عن إظهار التصميم والالتزام وحس المسؤولية.

ودعت إلى التعبئة الجماعية من أجل تغيير العقليات وتجسيد المساواة بين الجنسين ، وانخراط مختلف الأطراف المعنية (المنتخبون، والسلطات العمومية، وفاعلو المجتمع المدني) لإشراك المرأة في جميع الجهود التنموية والأوراش الوطنية على المستويات المحلية والجهوية والوطنية.

كما أكدت السيدة بيطار على ضرورة رعاية الشباب وتحسيسهم وتحفيزهم ليصبحوا مواطنين حقيقيين في المستقبل.

وخلصت إلى أن “ريادة الأعمال هو أحد الأشكال الحقيقية للفن ، وهو درس يجب تقاسمه وطموح نستثمر فيه بإيمان “.

المصدرو م ع
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.