أكد سفير المغرب لدى فنلندا السيد محمد أشكالو أن المغرب يوفر قطاعات واعدة للاستثمار بالنسبة للشركات الفنلندية، أبرزها الصناعة والطاقة والسياحة والزراعة والتجارة.
وأوضح السيد اشكالو، في حوار مع موقع غرفة التجارة الفنلندية، أمس الجمعة، أن الشركات الفنلندية أمامها فرص كبيرة وامتيازات مناسبة للاستثمار في القطاعات المذكورة، بما في ذلك بعض القطاعات التي تؤطرها بعض الاتفاقيات بين البلدين كقطاع المياه، إلى جانب الطاقات المتجددة والتعليم وصناعات الطيران والسيارات والاقتصاد والإدارة الرقميين.
وذكر بأنه خلال العقدين الماضيين، شهدت المملكة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، تطورات عميقة ترسخت بعدد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ واكبتها مجموعة من تدابير إعادة الهيكلة التدريجية داخل اقتصاد ناشئ بشكل مستمر وفي بيئة أعمال مشجعة.
وبخصوص قطاع الطاقات المتجددة، ذكر السفير المغربي أن جلالة الملك محمد السادس وفخامة رئيس جمهورية فنلندا ساولي نينيستو يتشاركان التزاما قويا بمدى أهميتها في قضايا البيئة وتغير المناخ.
كما أشار إلى أن فنلندا تعتبر الآن رائدة في الاقتصاد الدائري، وفي الوقت نفسه، يطور المغرب أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم محطة “نور” للطاقة الشمسية التي تشمل أيضا “نور” العيون و”نور” بوجدور و”نور” ميدلت، كأرضية تجذب الاستثمارات من جميع أنحاء العالم؛ معتبرا أن ذلك يمثل فرصة مفتوحة للشركات الفنلندية للمساهمة في تحقيق الهدف الذي حدده المغرب، وهو الوصول إلى 52 في المئة من استهلاك الكهرباء على أساس الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وقال السيد اشكالو إن العديد من الشركات الفنلندية تطور بالفعل أعمالا تجارية ناجحة في المغرب، في جو مفيد للغاية ويحظى بتقدير كبير؛ مشيرا إلى أنه بالنسبة للشركات التي ترغب في اتباع نفس المسار وإطلاق أعمال تجارية مدعوة أن تغتنم وفرة الفرص على العديد من المستويات.
ودعا في هذا الصدد الشركات الفنلندية إلى الإيمان بمصداقية المغرب كشريك اقتصادي بمكانيات قوية لجذب الاستثمارات الأجنبية وكأهم منصة للتصدير في المنطقة؛ إضافة إلى وضع ثقتهم في الموارد البشرية المغربية المدربة واليد العاملة الماهرة منخفضة التكلفة؛ مما يشكل عنصرا أساسيا سيضمن لها بالتأكيد فرص النجاح.
كما شدد على أهمية التحلي بروح التعاون والشراكة المتكافئة في ظل مقاربة رابح-رابح من أجل تعزيز العلاقات التجارية مع الشركات المغربية، مؤكدا على أهمية الاستفادة من كون المغرب أرضية جاهزة من أجل الاستثمار في الاقتصاد الواعد في إفريقيا.
وفي هذا السياق، لفت إلى أن فنلندا بدأت مؤخرا في تطوير استراتيجيتها لإفريقيا، مشيرا إلى أن المغرب هو الشريك الأكثر قدرة على التعاون في هذا الصدد، وذلك بفضل درايته العميقة بقارة الانتماء والدول والشعوب الإفريقية التي تربطه بها علاقة تاريخية متجذرة. واستعرض الدبلوماسي المغربي مزايا الاستثمار في المغرب للشركات الفنلندية حيث تطرق للشبكة المميزة لاتفاقيات التجارة الحرة التي تتيح الوصول إلى ما يقرب من 1.6 مليار مستهلك بما في ذلك اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي؛ والمنصات الصناعية المتكاملة عالية المستوى التي تغطي الجهات ال 12 للمملكة، لافتا إلى أنه مع هذا العرض، سيكون المستثمرون الفنلنديون قادرين على تركيز جهودهم منذ البداية على قطاعاتهم الأساسية.
وأشار أيضا إلى الانفتاح الذي يميز الاقتصاد المغربي حيث يقتصر دور الدولة على سلطاتها التنظيمية، وغياب قيود على رؤوس الأموال أو على تحويل المزايا لغير المقيمين. علاوة على ذلك، يقدم المغرب على سبيل المثال الإعفاء الضريبي للسنوات الخمس الأولى وأيضا على الصادرات.
وتطرق أيضا إلى توفر البنى التحتية الاقتصادية اللازمة بما في ذلك 17 مطارا و 6 محاور ميناء مثل مجمع “طنجة المتوسط”، أكبر ميناء في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، والذي سيتم تعزيزه بميناءين جديدين في الداخلة والناظور، وشبكات القطارات فائقة السرعة والطرق السيارة.
وفيما يتعلق بالدعم، قال السيد اشكالو إن لدى المغرب مستويات متعددة من الدعم للشركات الفنلندية، “قد تبدأ المساعدة -ولكن ليس بالضرورة- في السفارة المغربية في هلسنكي. يمكننا أيضا تنظيم زيارات للشركات إذا رغبت في ذلك”، مضيفا أن المغرب حرر اقتصاده أيضا من خلال تسهيل الإجراءات، وتوفير حماية أفضل للشركات الخاصة من خلال سن قوانين جديدة تهدف إلى تحسين ظروف الاستثمار.
وكذلك ، يضيف المسؤول المغربي، أنشأت المملكة مجموعة من المؤسسات المختلفة لمرافقة المستثمرين الأجانب طوال العملية مثل المراكز الجهوية الاستثمار، التي يمكن أن تساعد المستثمرين الفنلنديين مباشرة عبر الإنترنت أو على أرض الواقع؛ مضيفا أنه “بالنسبة المستثمرين الفنلديين تعززت هذه المساعدة بفتح فرع، في عام 2019، ل+بيزنس فنلند+ في الدار البيضاء، ومن المؤكد أن مساهمتها ستعزز اندماج الشركات الفنلندية في السوق المغربية”.
وبخصوص القطاع السياحي، أوضح السيد اشكالو أن المغرب صار الوجهة المميزة لحوالي 13 مليون سائح خلال عام 2019. وقد صنفت “لونلي بلانيت” المملكة بين أفضل 10 وجهات في العالم للزيارة خلال عام 2020، وذلك بفضل أمنها واستقرارها وحسن ضيافتها.
وتابع أنه من المعروف أن الفنلنديين يحبون تجربة الثقافة المحلية والحياة اليومية، موضحا أن المملكة تتوفر على الكثير من الخيارات، بشواطئه المتوسطية والأطلسية الخلابة، وموانئ الصيد المذهلة، والواحات الرائعة، والجبال الشامخة والصحاري الذهبية الرائعة”.
وعبر في هذا الصدد عن الأمل في أن تجد شركات الطيران الوطنية حلولا جذابة توفر المزيد من الترددات برحلات مباشرة ومنخفضة التكلفة للربط بين فنلندا والمغرب. خاصة أنه من المتوقع أن تنضم شركة الطيران الوطنية المغربية كعضو كامل العضوية في “تحالف العالم الواحد” اعتبارا من 1 أبريل 2020.
المصدر : https://wp.me/p5M2ON-hR