بقلوب خاشعة مطمئنة مؤمنة بقضاء الله و قدره، و بدموع حارة و أكباد تتقطع حزنا و ألما، تشيع الجالية المغربية غدا بعد صلاة الجمعة جثمان أخينا العزيز المشمول بعفو الله و رحمته المغفور له الأستاذ عبدالكبير بن الشيخ إلى مثواه الأخير بمقبرة سكاربيك-ايفر ببروكسل، و إذ ننعي انتقال فقيدنا العزيز إلى جوار ربه، نستحضر نضاله من أجل الاعتراف بالدين الإسلامي و تنصيب الهيئة الإسلامية التنفيذية ببلجيكا، و في سبيل الاعتراف بالتعليم الإسلامي ، و تفانيه في الدفاع عن القضية الفلسطينية و القدس الشريف. كما أبلى المرحوم البلاء الحسن في الدفاع عن قضية وحدتنا الترابية و المطالبة بحق الجالية في المشاركة السياسية و التنديد بالطريقة التي تم بها تأسيس مجلس الجالية المغربية بالخارج.و في هذه المناسبة الأليمة ننوه بأخلاق المرحوم و شجاعته و صلابته في الجهر بالحق و التمسك به مهما كان الثمن و مهما كانت الظروف، إنها أخلاق أبناء الشاوية الأبية و شيم مزاب و ابن أحمد وسلالة أولاد محمد، كابر عن كابر وشهم عن شهم و مقاوم عن مقاوم ، بيت الوطنية و المقاومة و التشبت بالثوابت و المقدسات. و بيت الضيافة و الكرم و الإباء. سيمطر عليك سبحانه و تعالى شآبيب الرحمة و الغفران كلما أذن المؤذن للصلاة و أينما أقيمت صلاة بالربوع البلجيكية, و كلما تلقن طفل أو طفلة درس اللغة العربية و مبادئ الدين الإسلامي في المدارس التي ناضلت و ساهمت في إنشائها، و كلما تذكرك إخوانك الذين وقفت بجانبهم في المظاهرات دفاعا عن القضايا العادلة ضد العنصرية و ،دفاعا عن قضايا الإسلام و المسلمين و حقوق الجالية المغربية. و ستبكيك ربوع الشاوية العصية العصماء كلما لاحت شمسها على ربوع أولاد محمد.
رحمك الله بما يرحم به أصفيائه و أتقيائه، و تقبلك قبولا حسنا بما يتقبل به أعمال عباده الطيبين الطاهرين و أسكنك فسيح جناته بجوار الشهداء و الصالحين و حسن أولائك رفيقا. و ألهم أهلنا ببروكسل و أولاد محمد جميل الصبر و السلوان و تبث قلوبهم بالرضا بما قدره الله.
و إنا لله و إنا إليه راجعون.
“من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا” .
و الحمد لله أولا و أخيرا.
المصدر : https://wp.me/p5M2ON-BW